ينذر التغير المناخي المستمر بحدوث المزيد من الكوارث من موجات حر وجفاف شديدة إلى الفيضانات والأعاصير المدمرة واندلاع حرائق الغابات، وبالتالي المزيد من الخسائر الطبيعية والبشرية، ما لم تتكاتف الجهود العالمية بجميع مؤسساتها ومنظماتها وأفرادها للعمل على الحد من الاحتباس الحراري والدمار البيئي،
من هذا المنطلق تتوالى التوصيات العالمية بأهمية إشراك الشباب خصوصًا في الشرق الأوسط إيمانًا بأهمية دورهم في طرح الأفكار من أجل إثراء أجندة العمل والوصول إلى حلول عالمية مستدامة من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
تقول الأمم المتحدة أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبدو من الأكثر تأثرا بالتغير المناخي الذي بات يهدد بآثار سلبية خطيرة في الوقت الذي يخوض نشطاء المناخ في هذه الدول معركتهم المناخية ويطالبون القادة وصناع القرار في هذه البلدان الاعتراف بواقع تغير المناخ وخطورته والتصرف بناءً عليه، ووضع حقوق الإنسان والعدالة في صميم كل الجهود المبذولة.
وبالحديث دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن قضايا التغير المناخي ليست مشكلتها الوحيدة بل هي قضية جديدة تُضاف إلى قائمة طويلة من المشكلات التي تعاني منها بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي والتفاوتات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية والتدهور البيئي، وتتطلب هذه التحديات اهتمامًا فوريًا، ومن الأهمية بمكان الاعتراف بأن الشباب في هذه المنطقة يتأثرون بشكل غير متناسب. تعتبر وجهات نظرهم ومساهماتهم محورية في صياغة الحلول المستدامة.
ويواجه اليمن، على وجه الخصوص، تحديات هائلة بسبب الصراعات المستمرة والأزمات الإنسانية، يواجه الشباب في اليمن صعوبة في الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية. ومن الضروري أن نعطي الأولوية لاحتياجاتهم وأن نشركهم بنشاط في مساعي الحوكمة والتنمية، والمعالجة الفعالة لهذه الشواغل العالمية تتطلب ضمان تمثيل الشباب في عمليات صنع القرار على كل المستويات. وهذا يتطلب إنشاء منصات للحوار والتعاون والمشاركة مع المبادرات التي يقودها الشباب.
يقول أشرف الأصبحي وهو ناشط بيئي يمني ومنسق برامج لدى شبكة الشباب العربي للتنمية المستدامة إن إحدى أكثر الطرق تأثيرًا لتمكين الشباب هي الاستثمار في تعليمهم ومهاراتهم وروح المبادرة لديهم. إن تزويدهم بالأدوات والموارد الأساسية يمكّنهم من أن يصبحوا محفزين للتغيير، وقادرين على مواجهة التحديات والمساهمة في التنمية المستدامة داخل مجتمعاتهم.